الأربعاء، 29 أكتوبر 2014

هل اللغة وحى منزل من الله، أم إلهام فطرى؟

شـناويات...!
......

لقد خص الله عز إسمه الإنسان بعنايات إلهية متعددة، أذكر منها:
عناية قوة الفكر والإدراك، حيث قال سبحانه: (علم الإنسان مالم يعلم)، وقال أيضا: (وعلم آدم الأسماء كلها)... وأيضا: (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة)...
ثم عناية التسخير، إذ قال سبحانه: (وسخر لكم ما فى السموات والأرض جميعا منه)... إلى غير ذلك من الآيات التى تكلمت عن كون الأشياء مسـخرة للإنسان.
وهاتان العنايتان انتجتا عناية ثالثة ذاتية فى الإنسان، هى عناية عجيبة فى تكوينها ومضمونها... وهى أن يتمكن الإنسان من أن يهيئ لنفسه علومًا وإدراكات ترد على عقله فى اللحظة التى يتصرف فيها فى الأشياء، وكيف يؤثر فيها... وكيف يؤثر ويتأثر فعلاً أو ردًا للفعل فى الموجودات حوله، كى ينتفع منها بما يحفـظ به وجوده وبقاءه حيًا آمنًا.
وأوضح ذلك فى مثال: إذا جلست مراقبًا لمجموعة من الناس حولك، فسوف تندهش حينما تجد أن للفرد الواحد منهم فى أفعاله الحيوية وكلامه إدراكات وأفكار هائلة غير محصورة، تكاد تندهش من كثرتها واتساع أطرافها... وهذه الأحوال ليست سوى علوم تحصل عليها الفرد منهم عن طريق حواسه الظاهرة والباطنة... حركـتها القوة الفكرية فيه، فتصرف فيها وأخرجها حسب الموقف... وهذه الخاصية متوفرة فى كل إنسان، تتفاوت بالزيادة أو النقصان من فرد لآخر.
فإذا تأملت هذه العلوم والإدراكات، وجدت أن جزءًا منها لا يصلح لأن يتوسط بين الإنسان وبين أفعاله الإرادية، كمفاهيم الأرض والسماء والماء والهواء والإنسان والحيوان والجماد، إلخ، أو معانى مثلما نقول: الأربعة زوج، والماء جسم سائل، والتفاحة ثمرة، وغير ذلك من الثوابت التى ترد على عقولنا من واقع الخبرة أو التعلم... وكلها علوم وإدراكات تحققت عندنا من الفعل والإنفعال الحاصل بين المادة الخارجية وبين حواسنا وأدواتنا الإدراكية... وهذه كلها عبارة عن علم حاصل لنا من مشاهدة نفوسنا واستحضارها فى نفس كل منا... وهو ما نحكى عنه بقول: (أنا)... 

إذًا... هذه العلوم والإدراكات لا تستوجب منا إحداث فعل أو حركة لنعبر عنها، بل نخرجها حولنا فى صورة حكاية صوتية تعبر عن المقصود.... وهو ما ميز الإنسان عن غيره من جملة المخلوقات... وهذا يؤيد قوله عز إسمه: (الذى أعطى كل شئ خلقه ثم هدى)... أو قوله تعالى: (الذى خلق فسوى والذى قدر فهدى).

إنها الهداية العامة لكل موجود مخلوق إلى ما فيه كمال وجوده.... فتبارك الله أحسن الخالقين.

مهندس محمد الشناوى
تداول العملات تداول النفط تداول الذهب سبائك ذهب فوركس

0 التعليقات :

إرسال تعليق