الأحد، 16 نوفمبر 2014

الفطرة برنامج كونى، شحن الله به جميع المخلوقات.

   تتجلى فطرة الله فى شتى أنواع الحيوان بشكل عجيب... فالحيوانات تتوسل عند التنازع بأدواتها البدنية الصالحة لأن تُستعمَلَ فى الدفاع، كالقرون والأنياب والمخالب والأظلاف والشوك والمنقار وغير ذلك، وبعض الحيوانات التى لم يتسلح بشئ من هذه الأسلحة الطبيعية القوية، تلجأ إلى الفرار أو الاستتار أو الخمود كالسلحفاة وبعض الحشرات... ومنها أيضًا ما يقدر على أعمال الحيل والمكر والمكايد، التى يستغلها بإتقان مدهش فى الدفاع عن نفسه مثل القرد والدب والثعلب وأمثالها.


والإنسان يمتلك بفطرته كل هذه الوسائل الدفاعية التى فطر الله عليها الحيوان، لكن الله عز إسمه زاد الإنسان بنوع فائق القدرة من التسليح، إنه الشعور الفكرى الذى يُمَكِّنه من استخدام غيره وتسخيره فى الدفاع عنه هو - والعمل من أجله وخدمته فى شتى شئون الحياة، وهذا التصرف جعل للإنسان حقًا فى التصرف، إن اكتفى به عاش آمنا، وضمن الأمن لغيره، لكنه انتزع لنفسه حقًا آخر فى الدفاع عن حقه الفطرى، وهذا هو سبب المحاربة والمقاتلة والمبارزة والعنف الذى تشهده الإنسانية، فالإنسان يستخدم كل ما يمكنه استخدامه فى طريق منافعه الحيوية، حتى لو اضطر لاستعباد غيره وتسخيرهم وأكل حقوقهم... ولو علم أن سائر الأفراد من نوعه أمثاله فى الحاجة والحقوق، لاضطر للمصالحة معهم والموافقة على التمدن والعدل الاجتماعى، بأن يخدم غيره بمقدار ما يستخدم غيره حسب ما يزنه الاحتياج بميزانه ويعدله العدل بعدله ويقومه الحق بحقيقته، فيعم الأمن ويسود السلام وتنتشر المحبة والألفة والمساواة بين الناس... وتلك هى الأخلاق التى من أجلها نزلت الكتب السماوية وأرسل الأنبياء والرسل وشُرِّعت الشرائع.... فلا يظن أحد أن لله نصيب فى عبادته واستقامته... أو أن هذا الكون سيتغير بكثرة عبادته وتقواه... إنما هو يفعل ذلك من أجل نفسه هو... فلو استقام الفرد، استقام الاجتماع البشرى، واستقامت الحياة واعتدلت أطرافها، لتحقيق أمر الله الذى سيتحقق حتما بمراد الله... بنا أو بأمم غيرنا.

 مهندس محمد الشناوى

تداول العملات تداول النفط تداول الذهب سبائك ذهب فوركس

0 التعليقات :

إرسال تعليق