الاثنين، 2 فبراير 2015

نبشوا قبر الإمام وحاكموه ليهدموا السنة، والحراس متواطئون بصمتهم...!



شناويات...!
لقد ابتُلِىَ الإمامُ الجليلُ محمدٌ بنُ إسماعيلَ بنُ إبراهيمَ بنُ المغيرةَ الجعفيُّ مَوْلاهُمْ أبو عبدِ اللهِ البخاريِّ وأصلُهُ من الأوزبك، فى حياتِهِ وبعد وفاتِهِ بِحقدِ الحاقدينَ وحسدِ الحاسدينَ وعنادِ المُنكِرينَ عليهِ، إلا أن اللهَ عز إسمُهُ نصرَهُ فى حياتِهِ على مبغضيهِ والحاقدينَ عليهِ بالحُجَّةِ والدليل وسعةِ العلم.
 
وبعد وفاتِهِ لم يكتفْ منكرو السنةِ بإهانةِ سيرتِهِ، والخوضِ فى عِرضِهِ والقدح فى أمانتِهِ، والتشكيكِ والذم فى أثرِهِ... وكلما زادَ عددُ المُشَكِّكينَ والمُضَلِّلين والقادحينَ فيهِ على الساحةِ، قلَّ المدافعونَ عنهُ، ولا يُظهرُ الإعلامُ من الجانبين إلا صوتَ الذمِّ والتشكيكِ فى الإمام الجليلِ، ليبقى صوتُ الحقِّ خافتًا هامسًا لا يصلُ إلى الناسِ إلا ما نَدُرْ... أما فى الجهةِ الأخرى فترى الإعلامَ يَبذُلُ المالَ والوقتَ والجُهدَ ليُخرجَ للناسِ أفرادًا ليسو أهلاً للتخصصِ على الإطلاقِ، يجمعونَ بعضَ الشُبُهاتِ السطحيةِ ويُعَظِّمونَهَا ويُعرضونَها بما يملكونَ من وسائلَ فنيةً وتقنيةً بأساليبِ عرضِ السمِّ فى العسلِ - ليُقنعوا بها العامةَ فى مجتمعٍ يعتمدُ على السَّماعِ ولا يقرأْ... وليس حبُّ البحثِ والاطلاعِ والتحليلِ من خِصالِهِ أصلاً.
من هؤلاءِ من يلعبُ على وترِ نفورِ بعض الناس من السلفيينَ... وآخرون يغازلون الشبابَ الملحدَ أو المطحونَ اجتماعيًا وثَقافيًا، وآخرون يغازلون الغربَ، ثم تتسعُ دوائرُ المشاهدةِ وترتفعُ حصيلةُ المنفعةِ، حتى لو كانت على حسابِ زيادةِ عددِ الخارجينَ من الملةِ أو المنكرينَ للسـنةِ... فهؤلاءِ قومٌ أنعمَ الله عليهم بالمالِ، فاستعانوا به على معصيةِ اللهِ وخططوا لهدمِ سنةِ النبيِّ صلى اللهُ عليه وسلمَ بالكامل.
يتهافتُ هؤلاءِ المنكرونَ للسنةِ وراءَ اقتناصِ شبهةِ نُدرَةِ الحديثِ الصحيحِ في صحيح البخاريِّ، يعني أنهم قرؤوا المقدمةَ فى صحيح البخاريِّ، وقارَنوها بما نُقلَ عنهُ من أنه كانَ يحفظُ سِتمائةَ ألفِ حديثٍ، وقالوا إنه لم يدوَّن منها في صحيحِهِ إلا أربعةُ آلافِ حديثٍ مع حذفِ المكررِ، أو حوالي سبعةُ آلافِ حديثٍ بالمكرر... وقد استنتجَ منكرو السنةِ، من المقارنةِ بين المحفوظِ والمكتوبِ أن البخاريَّ - رضيَ اللهُ عنهُ - لم يصحْ عندَهُ من سِتمائةِ ألفِ حديثٍ إلا ما كتبَهُ هو في صحيحِهِ... بل إن بعضَهم يُهَوَّلُ كثيراً في التشكيكِ في الحديثِ النبويِّ، فيدَّعى أن تسعًا وتسعينَ فى المائةِ من الأحاديثِ النبويةِ الشريفةِ مكذوبٌ على رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ، وادَّعُوا ذلكَ لأسبابٍ لا يعلمُهَا إلا الله... وهذا يعني أن جملةَ الأحاديثِ النبويةِ كلِّها لم يصحْ منها إلا واحدٌ بالمائةِ فقطْ ... وتلك دعوةٌ خبيثةٌ وصريحةٌ إلى نزع الثقةِ عن السنةِ النبويةِ كلِّها - ومحوِها من الوجودِ... كيف ذلك؟ 
هَبْ أنكَ عرضتَ على فقيرٍ يكادُ يهلكُ جوعًا مائةَ رغيفٍ، ووضحت له بشتى الوسائل ِالمقنعةِ أن فيها تسعًا وتسعينَ رغيفًا مُسَمَّمًا يُفضى إلى الموتِ فورًا، فسوفَ يتوقفُ هذا الجائعُ عن الأكلِ مخافةَ الهلاكِ الفوريِّ ولن يقتربَ من الخبزِ أبدًا... وهذا ما يهدفُ إليهِ منكرو السنةِ بحملاتِهِمُ التى يُطلقونها كلَّ حينٍ... أن يبتعدَ الناسُ عن السُنَّةِ ويُسقِطُوها من حساباتِهِم، فيسقُطُ بذلكَ العمودُ الثانى فى الإسلام بعد كتابِ الله تبارك وتعالى.
نعم، لقد أقرَّ الإمامُ البخاريُّ أنه كان يحفظُ سِتمائةَ ألفَ حديثٍ، لم يدوَّن منها إلا أربعةَ آلافِ حديثٍ مع حذفِ المكررِ... وليس معنى هذا أن الإمامَ لم يصحْ عندَهُ من السِتمائةِ ألفِ حديثٍ إلا الأربعةُ آلافِ فقط، لأن البخاريَّ رضيَ اللهُ عنهُ ألزمَ نفسَهُ منهجاً في تدوينِ الحديثِ، وهو كتابةُ حديثينِ اثنينِ في اليوم الواحدِ، حيثُ كان يتوضأُ ويُصَلي ركعتى الإستخارةِ قبلَ أن يضعَهُمَا في صحيحِهِ المعروفْ... ولذلك استغرقَ تأليفُ صحيحِهِ ستَّ عشرةَ سنةً... لقد حرصَ الإمامُ على تدوينِ الصحيحِ، لكنه لم يدونْ كلَّ ما صحَّ عندَهُ، حيثُ قالَ: ما أدخلتُ في كتابِ الجامعِ إلا ما صَحَّ، وتركتُ من الصحيح مخافةَ الطولِ.
لا أحدَ يزعُمُ أن السِتمائةَ ألفَ حديثٍ التي كان يحفَظُهَا البخاريُّ كلَّهَا صحيحةٌ، ولم يدَّعِ هُوَ ذلكَ أيضًا... ولكن الذي يرفُضُهُ عقلُ العاقِلِ - أن باقى الأحاديثِ التى لم يُدَوِّنْها البخاريُّ فى صحيحِهِ كلِّها غيرُ صحيحَةٍ، لذلكَ لم يدونْها... فهذا هو ما يَدَّعيهِ منكرو السنةِ ليَعزلوا كلَّ هذه الأحاديثِ عن حياةِ المسلمينَ دفعةً واحدةْ.
وهَبْ أن الصحيحَ الذى حَفِظَهُ البخاريُّ سِتمائةُ ألفِ حديثٍ، فكم كان يلزَمُهُ من الوقتِ ليتمكنَ من تدوينِها كلِّها -  إذا علمنا أنه لم يزدْ على تدوينِ حديثينِ فى اليومِ الواحدِ؟... لا شكَّ أنه سيحتاجُ إلى ثلاثمائةِ ألفِ يوم... تصل إلى ثمانمائةٍ واثنين وعشرينَ سنةً تقريباً، وهو الذى لم يتجاوزْ الستينَ من عمرِهِ كلِّه إلا بقليل... كما أن للإمام البخاريِّ عذراً، أو أعذاراً أخرى، فهو لم يكن مجردَ ساردٍ لما دوَّنهُ من الأحاديثِ، بل كان تدوينُهُ موزعاً على أبوابِ الفقهِ وفروعِهَا الدقيقةِ... وكان يُقَطَّعُ الحديثَ الواحدَ أجزاءً، يضعُ كلَّ جزءٍ في مقامِهِ من علمِ الفِقْهِ، مع وضع عناوينَ لمسائلِ الفقهِ المَسُوقِ من أجلِها الحديثُ الشريفُ... والمتخصصونَ فى علم الحديثِ يعلمونَ أن الإمامَ يُبدِى آراءَهُ في كثيرٍ من المسائلِ، مع رغبتِهِ في عدم الطولِ في صحيحِهِ كما صرَّحَ بذلكَ هُوَ، وهذا ما لا يقولُهُ المرجفونَ من منكرى السنةِ للناسِ فى حملاتِهِمِ المشبوهةْ.

العجيبُ أن منكرى السنةِ تركوا كلَّ علومِ القرآنِ والفقهِ واللغةِ والفلكِ والفلسفةِ والكيمياءِ والفيزياءِ والطبِ والرياضياتِ والموسيقى وعلمِ النفسِ والمنطقِ والشعرِ والأدبِ وغيرِ ذلك من مختلفِ العلومِ الدائرةِ فى فلكِ البشريةِ منذُ القدمِ، وعلماءً قممًا شامخةً - أمثالَ ابنِ عباسٍ، وأبى الشعثاءِ والترمذىِّ والنَسائىِّ وابنِ ماجَهٍ وابى داودَ، ومجاهدٍ، وابنِ كثيرٍ، والطبريِّ، وسيبويهٍ، وأبو الأسوّدِ الدؤَليِّ، والآمديِّ صاحبِ الموازنةِ، والقاضي الجرجانيِّ صاحبِ الوساطةِ، والغزاليِّ، والأصمعيِّ، والفرزدقِ، وابنِ خلدونٍ، والفارابيِّ، وابنِ سينا، وابنِ النفيسِ، وابنِ الهيثمِ، والإدريسيِّ والبيرونيِّ وغيرِهمْ – وعددُهُمْ يفوقُ الحصرَ - ثم عمدوا عن قصدٍ واضحٍ إلى عِلمِ الحديثِ - وصعدوا لأشهرِ علمائِهِ وأعلاهِم مكانةً واهتمامًا لدى الأمةِ الإسلاميةِ قاطبةً، وهما الإمامانِ البخاريِّ ومسلمٍ، ثم تشبثوا بصحيحَيْهِمَا.
وحيثُ أن الإمامينِ قممٌ شامخةٌ، وأئمةٌ أعلامٌ - صارا حجةً في تخصصاتِهِم، ورموزاً في تاريخ الحركةِ العلميةِ الإسلاميةِ، فلابد من تصويبِ السهامِ نحوَ هذه القممِ وتلكَ الرموزِ، لأن في النيل منهم نيلاً من المعارفِ التي برزوا فيها، لا سِيَّمَا أنهما من أصحابِ العروشِ التي تحمي حمى الدينِ، فلابد أن يكون إسقاطُهُما عندَ خصومِ السنةِ، وعملاءِ خصومِ السنةِ مطلباً استراتيجيًا يسعَوْنَ لتحقيقِهِ بكلِّ ما أوتوا من دهاءٍ ومكرٍ وخديعةٍ ومالٍ وجُهدٍ ووسائلَ... لذلك نرى منكري السنةِ وخصومَهَا يتخذون منهما غرضاً لقذائِفِهِمْ، لأنهم يعلمونَ أن الأمةَ الإسلاميةَ شديدةُ التقديرِ لهما، عظيمةُ الثقةِ في صحيحَيْهِما، فإذا نجحوا في العصفِ بهما أصابوا السنةَ والأمةَ معاً في مقتلٍ يصعبُ بعدَهُ استمرارُ الحياةِ، وبالتالى تنهارُ كلُّ صروحِ السنةِ في غيرِهِما من الصِّحاحِ والكتبِ والمصنفاتِ الأخرى بلا مقابلْ... هذا هو السرُّ في التركيزِ على صحيحَىِ البخاريِّ ومسلمٍ في هذه الآونة.
إنهم يَدَّعونَ أن في صحيحَيِّ البخاريِّ ومسلمٍ مما عَدُّوهُ صحيحاً من الأحاديثِ ما يخالفُ القرآنَ والعقلَ، وما يخالفُ الواقعَ المحسوسَ، وما يقدحُ في عدالةِ اللهِ، وما يوافقُ مكايدَ للإسلام... أو يوافقُ هوى النصارى، أو ما هو خرافةٌ خالصةٌ... ولم يفهموا أن صحيحَيِ البخاريِّ ومسلمٍ قد كتبَ اللهُ لهما الانتشارَ على مرِّ القرونِ، وتلقتْهُمَا الأمةُ بالرضا وكاملِ القبولِ، وأجمعتْ على اعتمادِهِمَا بعد كتابِ اللهِ في العملِ للدنيا والآخرة...  والأمة لا تجتمعُ على ضلالةٍ أبدًا، كما جاء في الحديثِ النبويِّ الشريف.
وهذه الأحاديث التي انتُقِدَتْ في الصحيحينِ لم يكن نقدُها موضعَ إجماع عندَ المحدثينَ، وليس فيها أحاديثُ موضوعةٌ، وقد أعلن بعضُ النقادِ من علماءِ الحديثِ أن هذا النقدَ بنى على قواعدَ أو عللٍ ضعيفةٍ غيرِ قادحةٍ في سلامةِ الحديثِ، كما أن الأحاديثَ التي انتُقِدت عند البخاريِّ ليس لها مساسٌ بأصلِ الكتاب، بل هي من الأحاديثِ التي ذكرَهَا البخاريُّ على سبيلِ الاستئناسِ، وعليهم أن يقرؤوا مقدمةَ ابنِ حجرٍ لشرحِ البخاريِّ، فى فتح البارى... وأيًا كانَ الأمرُ، فإن نقدَ علماءِ الحديثِ لبعضِ ما في البخاريِّ ومسلمٍ ليس فيه لمنكري السنةِ حجةً، بل هو حجةٌ قاطعةٌ عليهم، لأن المحدثينَ لم ينظروا إلى هذين الإمامينِ الجليلينِ نظرةَ تقديسٍ ترفعهما إلى درجةِ العِصمة من الخطأِ والسهوِ، وإنما أكملوا بنقدِهِم لبعضِ ما في الصحيحينِ إتقانًا يَبُثُّ الثقةَ في النفوسِ، ليَطْمئنَ المسلمونَ إلى سلامةِ السُنَّةِ المعتمَدَةِ لديهم من التزويرِ والخللِ... نعم - التزويرُ والخللُ الذى يحاولُ منكرو السنةِ بِشَغَبِهِم وصُرَاخِهِمِ الدائمِ أن يقنعوا الناسَ به.
لقد أصبحت علومُ الدينِ اليومَ كلاً مباحاً لكلِّ من فكَّ الخطَّ من الأميينَ الجَهَلَةَ الذينَ يتركونَ ما يعرفونَ، ويهربونَ مما تعلمُوهُ، ليُهَرطِقوا ويتقَيَّئوا على الناسِ بما لا يعرفون،  ثم يَدَّعون أنهم تنويريونَ مُجَدِّدون، ومُفَكِّرونَ إسلاميون، أو إصلاحيون... فى نفسِ الوقتِ تجدُهُم لا يُجيدونَ الإعرابَ ولا الإملاءَ ولا حتى قراءةَ القرآنِ فى المصحفِ... ولا علمَ عندهم بعلوم ِالكلام ِأصلاً... وتبتعدُ تخصصاتُهُم كُلِّيًا عن علومِ الحديثِ... ولو بذلوا هذا الجُهدَ فى تخصصاتِهِم لربما أفادوا واستفادوا.
إن من يريدُ الخوضَ فى مجالِ الحديثِ وعلومِهِ، عليه أن يَطَّلِعَ أولاً على الفصلِ الذي عَقَدَهُ العلامةُ ابنُ حجرِ العسقلانيُّ، في دراسةِ المائةِ وعشرةِ حديثًا، التي انتُقدتْ عندَ البخاريِّ، ومشاركةِ مسلمٍ في تخريجِ اثنينِ وثلاثينَ حديثاً منها، حيثُ ناقشَهَا ودَرَسَهَا حَديثاً حَديثاً، مُستعملاً في دراسِتِهِ قواعدَ نقدِ الحديثِ التي لا يعرفُ منكرو السنةِ عنها شيئاً... فإذا اطلعوا على هذا الفصلِ تأكدَ لهم بما لا يدعُ مجالاً للشكِّ أنهم محرومونَ من كلِّ أدواتِ السيرِ في هذا الطريقْ، وإلا فعليهم أن يُقَدِّموا للأمةِ الإسلاميةِ نقداً علمياً دقيقاً لما يرونَهُ موضوعاً للغَربَلَةِ عِند الإمامينِ البخاريِّ ومسلمْ.
أما هذا التهريجُ الذي دأبوا على نشرِهِ بوسائلَ مقروءةٍ أو مسموعةٍ أو مرئيةٍ، فهو بضاعةٌ خاسرةٌ مهزومةٌ سوف تنتهى إلى لا شئْ، ولم لا؟ فهؤلاءِ المنكرونَ المُشَكِّكونَ - هم مجموعةٌ من المغرورين الذين حَصَّلوا معلوماتِهم من الإنترنتِ، وكتبِ الأرصفةِ، وبرامج ِالحواراتِ السطحيةِ، ثم ساووا رؤوسَهم برؤوس ِعلماءٍ ربانيينَ دأبوا على تحصيل ِالعلم ِمن الصِغَر ِحتى غطَّى الشيبُ لحاهم... هم أخصُّ الناس ِبالحديثِ الشريفِ، وأكثرُهُم تمَسكاً بهِ واتباعاً لهُ - قولاً وعملا - في الأخلاقِ والسُّلوكِ والعِبادةِ والمعاملةِ، وفي الاعتقادِ ظاهراً وباطناً... جعلهمُ اللهُ أركانَ الشريعةِ الإسلاميةِ، وهَدَمَ بهم كلَّ بدعةٍ شنيعةٍ، إنهم أُمَناءُ اللهِ في خليقَتِهِ، والواسطةُ بين النبيِّ محمدٍ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ وأمتِهْ، والمجتهدونَ في حفظِ مِلَّتِهِ... أنوارُهْمْ ساطعةٌ، وفضائلُهُمْ تشهدُ لها العصورُ، ومذاهبُهُمْ ظاهرةٌ، وحُجَجُهُمْ قاهرةٌ... وكلُّ فئةٍ تتحيزُ إلى هوىً ترجعُ إليهِ وتستحسنُ رأياً تعكفُ عليهِ إلا أصحابَ الحديثِ، فإن الكتابَ عُدَتُهُمْ والسنةَ حُجَّتُهُم، ورسولَ اللهِ فئتُهُمْ، وإليهِ نِسبتُهُمْ، لا يعرُجُونَ على الأهواءِ، ولا يلتفتونَ إلى الآراءِ، يُقْبَلُ منهم ما رووا عن النبيِّ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ، وهم المأمونونَ عليهِ، حَفَظَةُ الدين ِوخَزَنَتُهُ، وأوعيةُ العلم ِوحَمَلَتُهُ، إذا اختُلِفَ في الحديثِ كان إليهمُ الرجوعُ، فما حكموا بهِ فهو المقبولُ المسموعُ، منهم كلُّ عالم ٍفقيهٍ، أو إمام ٍ رفيع ٍنبيه، أو زاهدٍ في قبيلَتِهِ، أو خطيبٍ 
محسن ٍ... همُ الجمهورُ العظيمُ، وسبيلُهُمُ المستقيمُ، من كادَهمْ قَصَمَهُ اللهُ، ومن عانَدَهُمْ خَذَلَهُ اللهُ... 
لا يَضُرُّهُمْ من خَذَلَهُمْ، ولا يُفلحُ من اعتَزَلَهُمْ... فالمحتاطُ لدينِهِ إلى إرشادِهِمْ فقيرٌ، وبصرُ الناظر ِبالشرِّ إليهم حسيرٌ، وإن اللهَ الذى حفظَ لهم علومَهُمْ على مرِّ العصور ِ- على نصرهِم لقديرْ.   

وصلى الله وسلِّمَ وباركَ وكرِّمَ على سيدِنا ومولانا محمدٍ النبيِّ الأميِّ، وعلى آلهِ وصحبِه 
.أجمعين

مهندس محمد الشناوي
تليفون: 79 83 264 - 0122
https://www.facebook.com/muhammad.elshennawi
Email: lightsoft_vision@yahoo.de
 
ُ
تداول العملات تداول النفط تداول الذهب سبائك ذهب فوركس

0 التعليقات :

إرسال تعليق