الأربعاء، 29 أكتوبر 2014

رخامة الهندسة...!

شــناويات....!
.........

غالبا يضطر المهندس للنظر إلى الأشياء ظاهريا بشكل عدائى بزعم الدقة والتمحيص... فالناس ينظرون إلى جمال الإبداع ويقفون مُسْبَهلين من روعته وكفاءة أدائه... بينما تجد المهندس يستحضر على الفور تجارب لـ نيوتن وأويلر وفيثاغورث،... ، ...، وغيرهم... وينسى كفاءة ما يرى ومضمونه وربما كيفية تشغيله.

والعيب طبعا ليس فى المهندس نفسه فهو مظلوم، حيث بدأ حياته التعليمية بدراسة مواد تخيلية وأشكال فراغية وتكوين أشكال وتصميمات من لا شئ، بالإضافة إلى النفخ الدائم فيه من أساتذته وعامة الناس حوله، إذ ينادونه بالباشمهندس قبل أن يتعلم كيف يمسك الروترنج أو يتحكم فى المسطرة وسنون الـ HB.

وقد تجلى لى ذلك فى رؤيا رأيتها فى المنام... حي رأيت قبيل الفجر أنى صعدت فوق سطح العمارة ليلاً، وبيدى فانوس مضئ، أستعين بضوئه على البحث عن شئ ما... وفجأة رأيت كأن بابا فُتح فى السماء وخرج منه ضوء شديد السطوع... فنظرت إليه متعجبًا، ثم خطر على بالى أن هذا الضوء ربما انعكاس لضوء الفانوس... فأخذت أحرك الفانوس يمينا ويسـارًا، علَّ الضوء فى السماء ينتقل بانتقال الفانوس، لكنه ظل ثابتًا قوى الإضاءة... فشغلت نفسى بسؤال غريب: لماذا يبدو مستطيل الشكل...؟ 

ألم يكن الأفضل له أن يكون الشكل دائريا، أو بيضاويًا؟، وبينما أنا أستعرض بعض الأشكال الهندسية، صحوت على صوت مؤذن الفجر... 


كنت فى منتهى الغيظ والقرف من نفسى، فلما ذهبت لأتوضأ، نظرت فى المرآة ساخطًا لأجد كل شعره فى رأسى فى خط مستقيم حتى شعر حواجبى كان مستقيمًا.. كل شعرة أخذت خطا مستقيما واتجاها مختلفا عن الأخرى... حمدت الله أنى لست دقنجيًا، كى تكتمل الهندسة فى رأسى... إنها خيبة أمل الهندسة... ما بعدها خيبة.


ليتنى دعوت الله فى هذه المناسبة التى راحت ولن تعود.
تذكرت المثل الشعبى الفصيح الذى يقول:

عريان الـ ..... يحب التأميز... ويقول: طريق الندامه فين؟

مهندس محمد الشناوى
تداول العملات تداول النفط تداول الذهب سبائك ذهب فوركس

0 التعليقات :

إرسال تعليق