شـناويات...!
......
لا يعـرف أحـد سـببًا مقنعـًا لعـداء المصـريين بعضـهم لبعض خـارج مصر، فهم يبدون متناسـقين أو أصدقاء متحابين، تجـمعهم المناسـبات والأفراح والأحـزان، لكن بداخـل كل منهـم عنصـرية عجيـبة لدى الآخـر، تعـوق هـذه العنصـرية كلَّ اهـتمام بالصـدق فى المعـاملة والأمانـة فى الأداء... لا ينصـر بعضـهم بعـضا، إلا فى حـالات فرديـة نـادرة... ولا يرجـو أحد لأحد النجاح والتـألق. فالمصـرى فى الخـارج عـادة ما يشـدو بنجـاح الآخرين من غـير المصـريين، ويقـتدى بهم ويتقـرب إليـهم... فى نفس الوقـت تراه يجـاهد فى نزع الكرسـى من تحـت زميـله المصرى ليجلس هـو فوقـه... لذلك لا يعـبأ بتفوق أحد عليـه من أى جنسـية أخـرى، لكن يسـوءه كثيـراً أن يتفوق عليـه مصـرى آخر...
والمدهش أنهم يقسـمون أنفسـهم تلقـائيا - أهل القاهـرة أولا، يأتى بعـدهم أهل الإسـكندرية – وما عـدا ذلك فهـو إما صـعيدى أو فلاح.
والغـريب أن هـذه الظـاهرة العجـيية لم تشـغل بال الباحثيـن فى عـلوم الإجتماع، ولم يجـب أحـد منهم على سـبب هـذه الفجـوة الغريبـة.
وعلى النقيض من ذلك ترى شـعبا مثل شـعب السـودان الذى يشـارك المصـريين فى الموقـع الجغـرافى والحضـارة واللغـة وضـفاف نهـر النيـل، لا يفعل ما يفعـله المصـريون مع بعضـهم فى الخـارج، فهـم متماسـكون، متحـدون، يسـاعد أحدهم الآخر لمجرد أنه سـودانى فقط، ليس من الضـرورة أن يعـرف مسـقط رأسـه أو عائلتـه، أو يعرفه هـو شـخصـيا.
أجمل ما رأيت فى حياتى هى العلاقة بين الإيطاليين خارج إيطاليا، فبمجرد أن يعلم أن زميله إيطالى مثله، يفتح له كل الأبواب، ويتفانى فى مساندته ومساعدته، ربما لا يفعلها فى إيطاليا... إنما خارجها - فهم خير مثال للألفة والإنتماء.. ولعلك تعرف سـيارة الإيطالى فى أى مكان فى الدنيا... إذ تلحظ علم إيطاليا بألوانه المميزة ملصقا على مؤخرة سـيارته...
إنه الإنتماء العجـيب الذى يتعلمونه فى الصـغر...
إبحث عن الأم - تجد بركان الإنتماء للوطن يتقلب فورانًا فى قلوب الأمهات الإيطاليات... وليست الأم التى تتخنف بالإنجليزية أو الفرنسية، ثم تفرح بطفلها فى المدرسة الأجنبية بعيدا عن مصر... وكل ما يرتبط بمصر... حتى إن الأثرياء المصريين يسـافرون بنسـائهم الحوامل لأمريكا كى يضعن أطفالهن هناك، بحثا عن الجنسية الأمريكية... نحن من وضعنا الجنسية المصرية فى الوحل... فكـيف يتولد الإنتماء ويسـرى فى الدم؟
مهندس محمد الشناوى
والغـريب أن هـذه الظـاهرة العجـيية لم تشـغل بال الباحثيـن فى عـلوم الإجتماع، ولم يجـب أحـد منهم على سـبب هـذه الفجـوة الغريبـة.
وعلى النقيض من ذلك ترى شـعبا مثل شـعب السـودان الذى يشـارك المصـريين فى الموقـع الجغـرافى والحضـارة واللغـة وضـفاف نهـر النيـل، لا يفعل ما يفعـله المصـريون مع بعضـهم فى الخـارج، فهـم متماسـكون، متحـدون، يسـاعد أحدهم الآخر لمجرد أنه سـودانى فقط، ليس من الضـرورة أن يعـرف مسـقط رأسـه أو عائلتـه، أو يعرفه هـو شـخصـيا.
أجمل ما رأيت فى حياتى هى العلاقة بين الإيطاليين خارج إيطاليا، فبمجرد أن يعلم أن زميله إيطالى مثله، يفتح له كل الأبواب، ويتفانى فى مساندته ومساعدته، ربما لا يفعلها فى إيطاليا... إنما خارجها - فهم خير مثال للألفة والإنتماء.. ولعلك تعرف سـيارة الإيطالى فى أى مكان فى الدنيا... إذ تلحظ علم إيطاليا بألوانه المميزة ملصقا على مؤخرة سـيارته...
إنه الإنتماء العجـيب الذى يتعلمونه فى الصـغر...
إبحث عن الأم - تجد بركان الإنتماء للوطن يتقلب فورانًا فى قلوب الأمهات الإيطاليات... وليست الأم التى تتخنف بالإنجليزية أو الفرنسية، ثم تفرح بطفلها فى المدرسة الأجنبية بعيدا عن مصر... وكل ما يرتبط بمصر... حتى إن الأثرياء المصريين يسـافرون بنسـائهم الحوامل لأمريكا كى يضعن أطفالهن هناك، بحثا عن الجنسية الأمريكية... نحن من وضعنا الجنسية المصرية فى الوحل... فكـيف يتولد الإنتماء ويسـرى فى الدم؟
مهندس محمد الشناوى
تداول العملات تداول النفط تداول الذهب سبائك ذهب فوركس
