الأربعاء، 26 نوفمبر 2014

كيف ينظر غير المسـلمين للإسـلام والمسـلمين؟

شـناويات...!

كُـلُّ ما يلجـأ إليه الإنسـان بتوقـير وتعظـيم ... ويركـن إليه - ويتـوكل عليـه... ويعـتقد بأن فيه الحول والقـوة - وفيه أسـباب الحيـاة... سـواء كان صـنما أو كـوكبًا أو حـيوانًا أو جـمادًا أو عـفريتًا إلخ... يُعـتبر تعـبدًا وتدينًـا... وتسـرى عليه صـفة الدين - لكـنه الدين الباطـل غـير الصـحيح... مثل ما سـماه الله تعالى بقـوله: (لكم دينكم ولى دين)... حـيث سـمى سـبحانه وتعـالى عـبادة الأوثـان دينًـا.
من أجل ذلك ينظر غـير المسـلمين للإسـلام على أنه دين يعـتمد على الغـيبيات... فمن لا تراه العين كـيف يُعْـبَد؟، ... ويقـوم على عقيـدة التوحـيد المرفوضـة عـندهم ... بالإضـافة إلى أنهم يرفضـون التكليـف المتمثـل فى فرائض محـددة وشـرائع مقـننة، وشعائر مفروضة فى أوقات محددة... هم يريـدون دينـًا يتماشى مع ظروفهـم النفسـية والاجتماعية ... ولا يعطـل أهواءهم وشـهواتهم.... ولا يكـبح جـماح نزواتهـم.

أما الاعـتدال والانضـباط فى الحـياة ومظـاهرها - من أمانة ونظـافة وحسـن سـلوك، وبحث علمى، وتطوير، ورفاهية، واجتهـاد فى العـمل، واحـترام الآخـر، والحـرص على اتباع القـانون، ودأب فى البحـث عن أسـباب حـياة كريمة، بنشر العدل والمساواة، والقضـاء على الفسـاد، والاكـتفاء الذاتـى فى الزراعة والصـناعة والتعليـم والصـحة والإقتصـاد، فقـد اكتشـفوا أنها أسـباب العـزة والكـرامة والهـيبة.... ثم زعـموا أنهـم اهـتدوا لكشـف هـذه الألغـاز بسـبب ذكـاء خـاص، وتميـز واضـح يرفعهـم عن شـعوب العـالم الثـالث.... فتكـبروا وشـاع فيهم وبـاء العنصـرية والتهـميش للعالم الثـالث، وخصـوصا بلاد المسـلمين.

لكـن الباحـث فى كتبهـم وتاريخـهم وثقـافاتهم، لا يخـفى عليـه أنهـم وصـلوا إلى ما وصـلوا إليـه اليـوم، بسـبب اخـتلاطهم بالمسـلمين على مر الزمـان وفهـمهم العميـق للأوامر والنواهـى التـى تغشـو نواحـى الحـياة كلهـا، لينكشـف للباحث أن المسـلمَ الحـقَّ هو الذى يملك كلَّ الأسـباب المؤديـة إلى الانضباط والعـزة والكـرامة والسـمو والهيـبة بين أصـحاب الديـانات الإخـرى... وأن هذه الصفات الحميدة كلها لابد أن تجـعل من المسـلم الصادق نمـوذجًا رائعًـا للإنسـان المعـتدل، كى يتحـقق فيـه التكـريم الإلهـى لـه... فتظهـر عليـه آثـار الإسـلام فى حـركاته وسـكناته... فى أحـواله وعـلاقاته... فى كـلامه وتصـرفاته... فى شـرفه وأمانتـه... فى نظـافتـه وحسـن سـلوكه... فى حرصـه ودأبـه... فى علومه وأبحاثه، فى تطويره وتعميره للأرض، فى تواضـعه وأخـلاقه... فيمشـى فى الأرض رسـولاً غـير مُرسَـل ... ووارثًـا لعـلوم النبى المرسـل، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم... بـه ينتشـر الإسـلام فى الأرض.... ويصـبح محط الأنظـار فى السـماء والأرض .... تتهـافت عليـه الأمـم لتنهـل من الفيض الذى أفاض الله به عليـه.... ويتـدينـوا بما يديـن به.... ويتخـذوه نمـوذجًا يُحـتذى بـه...

فهـل فهـم مسـلموا هـذا الزمـان حقيقـة الـدين الإسـلامى الذى شـرفهم الله به، أم أنهم انقسموا شـيعًا وتيارات ومذاهب يكفر بعضهم بعضًا، ويذبح بعضهم بعضًا... يعيثون فى الأرض فسادًا، ويبيع بعضهم الأرض والعرض والدين من أجل عرض دنيوى تافه، وهم على بعضهم أشد بأسًا من عدوهم عليهم... حتى تركـوا جوهـر الإسـلام للغـرب، واكـتفوا بقشـور المظهـر الخارجى وبعض الطـقوس والعـادات، مثلما تركـوا علومهـم من قـبل، وغدوا اليوم يتسـولون العـلم ونتائجه على أعـتاب الباب الغـربى العـالى؟
فيامسلموا هذا الزمان ... نحن مطالبون بتقديم كشـف حسـاب لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فليمسك كل منا بقلمه ومدونته... وليكتب فى منتصف السطر- ... كشف حساب... نقطه – ومن أول السطر.

مهندس محمد الشناوى

تداول العملات تداول النفط تداول الذهب سبائك ذهب فوركس

0 التعليقات :

إرسال تعليق