الثلاثاء، 25 نوفمبر 2014

كيف يهبنا الله لغة بهذا الثراء والفخامة والجمال، ثم نتمسح بلغات باهتة؟

حيـنما مددت يـدى إلى مكـتبتى الغـاليـة، لم أدر أن أصـابعى قبضـت على كـتاب "خلق المسـلم" لفضـيلة الشـيخ محمد الغـزالى رحمه الله، فأنا غـالبا مـا أقـرأ بلا خطـة مسـبقة... وأعـتمد على الصـدفة كـثيرا... ففى مكـتبتى ما هـو عـربى وما هو ألمانى أو إيطالى أو إنجليزى.. وأيهم وقـع فى يـدى لا أرده أبـداً...
صـحيح أنى مغـرم بالعربيـة كثيـرًا... وزاد إقـبالى عليها خاصـة، حـين التقيت بالبروفيسسـور هانز شـفارتزينباخ - الأستاذ فى قسم الفلسفة الإسلامية بجامعات زيورخ وبرلين وفريبورج... لم أر لهـذا الرجـل مثيـلا فى تواضـعه وعلمه باللغـة العربيـة - وخاصة النحـو والإمـلاء العربيـة.

إضطرنى اهـتمامه اللامحـدود باللغـة العربيـة ودقـته العـالية، ورفاهـية أذنيـه، أن أمعـن النظـر فى اللغـة العربيـة بكـل الحـب والتقـدير...  وكانت كلمتـه الشـهيرة لى: كـيف تتفـنن فى التعبير اللغـوى وتبحث عن أفضـل وسـائل التعـبير الألمانى، وأنتـم تملكون أصـول الكـلام والبـلاغـة والفصـاحة؟

ومنـذ ذلك اليـوم وأنا لا أدع مجـالاً أتعـلم منـه شـيئًا فى اللغـة العربيـة إلا واهـتممت به بإمعـان وشـغف.... ثم عكـفت على تدوين أى معـلومة لغـوية ترتبـط بمعانى اللغة العـربيـة عامة، والإعـراب بصـفة خاصـة.
كل من يعـرفنى لم يلحـظ علىّ يومـا أنى أخـلط كـلامى العربى بشـئ من اللغـات الأخـرى التى أجـيدها.... فبحـمد الله أسـتطيع الفصـل تمـامًا بين كل لغـة وأخـرى.... ولسـت ممن يهـوون تلطـيخ كـلامهم بكـلام من الإنجليزيـة أو غـيرها، اللهـم إلا فى المترادفات العلميـة التى لم أسـمع لهـا مسـمىً بالعربيـة.

خلاصة القول - أنى فتحـت كتاب فضـيلة الغـزالى لأجـد قصـاصةً قديمـةً عمرها عشـرين عـامًا بخطـى.... كنت دونت فيـها بعـض الملاحظـات اللغـوية القـيمة... أردت أن أسـردها هـنا ليسـتفيد منهـا القـارئ الكـريم:

الملاحظـة الأولى:
وحـدَهُ: منصـوبة دائمـا على الحـال، بمعـنى منفـرداً... ولا ترد إلا منصـوبةً على الحـال... وكـيف تُنصـب على الحـال وهـى معـرفة مضـافة إلى الضـمير... والحـال لا تكـون إلا نكـرة؟
الإجـابة: لأنهـا مؤولـة بمعـنى منفـرداً.

الملاحظـة الثانيـة:
حـيث: أى كـلمة تأتى بعـد حـيث، يجـب رفعـها دائمـا.
وحـيث ظرفٌ مبنى عـلى الضـم لا تضـافُ إلى مفـرد أبـداً... مثل قـولك: جلسـت حـيث علىٌ جالسـاً... فـ "حيث" مبنيـةٌ على الضـم دائمًا.... أى ملازمة للبنـاء على الضـم.

الملاحظة الثالثة: 
مكـيدة جمعـها مكـايد وليسـت مكـائد: لأنهـا على وزن "مَفِعْـلَهْ".... واليـاء عـين الكـلمة... بعكس صـحائف ومفردها صحيفة ... أو رسـائل ومفردها رسالة.

الله الله الله ... 
ما أجـمل اللغـة العربيـة... وما أتعس البعـيد عـنها... وما أفقـر من لا يهـتم بهـا... إنها رحـيق الحـياة... وبهـا نفهـم كـلام ربنا عز إسـمه.


مهندس محمد الشناوى
تداول العملات تداول النفط تداول الذهب سبائك ذهب فوركس

0 التعليقات :

إرسال تعليق